في إحدى الندوات، كان الدكتور زاهي حواس يتحدث بحماس عن أسرار الحضارة المصرية القديمة. وفي أحد الأسئلة التي طُرحت عليه حول حقيقة “لعنة الفراعنة”، أثار حواس الدهشة برد فظ ولكن بنبرة مرحة قائلاً: “سأرسل إليكم فرعونًا صغيرًا ينتقم منكم ليلًا”. تجمدت الحاضرين وساد الصمت تلك القاعة المليئة بالمتفرجين.
وتقول قصة “لعنة الفراعنة” إن النصوص المحفورة على جدران المقابر تحمل رسائل ردع للسارقين وليست تعاويذ سحرية. وفي مقال نشره الدكتور حواس بجريدة اليوم السابع، يقدم تفنيده لهذه الأسطورة المتداولة بشكل دائم في المحاضرات والندوات. ورغم غرابة القصص، فإن الشرح العلمي المقدم من حواس يثير دهشة، حيث يشير إلى خطر دخول المقابر بدون التهيئة اللازمة نظرًا لوجود هواء ملوث يحمل الجراثيم والبكتيريا قد يؤدي إلى الموت.
ولهذا ينصح حواس بأن يدعوا الباحثون المهتمون بالآثار المقابر بالتهوية قبل دخولها لتفادي تلك الأخطار. علماء الآثار الأوائل لم يكونوا يعرفون ذلك، مما جعل البعض يتحدث عن “لعنة”. ورغم أن التفسير العلمي يبدو بسيطًا، إلا أنه يلقي الضوء على جوانب غير معروفة من تلك الأساطير التي يسهم الفهم والنقد العلمي في تفكيكها لصناعة الأساطير بأكملها.
استنتاجات:
1. تقدم الدكتور زاهي حواس تفسيرًا علميًا لقصة “لعنة الفراعنة”، حيث يشير إلى خطورة دخول المقابر دون التهوية اللازمة.
2. يجب على الباحثين المهتمين بالآثار اتباع إرشادات السلامة والتهوية عند دخول المقابر.
مناقشة حول حين صمتت قاعة الندوات.. زاهى حواس
1. هل تعتقد أن هناك حلول فورية وفعالة لحماية الباحثين والزوار من خطر دخول المقابر الملوثة؟
2. كيف يمكن للحكومات التعاون مع العلماء والخبراء لتوعية الناس حول خطورة دخول المقابر دون الإجراءات الوقائية الضرورية؟
فالحقيقة تكون دائمًا أكثر إثارة من الخيال، وعلى الرغم من أن قصص “لعنة الفراعنة” قد تبدو مثيرة، إلا أن الشرح العلمي لهذه الظاهرة يكون أكثر إيضاحًا ومنطقية. زاهى حواس يعرف جيدًا أن الحقيقة والعلم هما السلاح الأقوى لمحاربة الأساطير والأساطير الزائفة. ورغم أن التنقيب في مقابر








